ما هو قصر المصمك واهميته التاريخية والحضارية

قصر المصمك واهميته التاريخية والحضارية

يُعد قصر المصمك من أهم المعالم التاريخية في المملكة العربية السعودية، وتكمن عراقة قصر المصمك واهميته التاريخية والحضارية في كونه أهم شاهد على مراحل تأسيس المملكة.

وهو من أهم المعالم التراثية التي تُميز الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، كما أنه من الآثار التي يعتز بها أبناء المملكة بشدة وفخر كبير، حيث أنه يمثل تاريخ بلادهم على مدار الأجيال السابقة.

تسمية قصر المصمك

ينشر لكم موقع محيط معلومات عن قصر المصمك واهميته التاريخية والحضارية، ومن الجدير بالذكر أن قصر المصمك لم يكن بهذا الاسم عند تشييده في بداية الأمر، وإنما كان يُسمى المسمك، بحرف السين وليس حرف الصاد، وذلك كان بسبب السُمك الذي تم بناء جدران القصر على أساسه.

ولكن بسبب شيوع استخدام حرف السين بدلاً من حرف الصاد في اللهجة العامية السعودية تم تداول اسمه بين الناس بالمصمك وليس المسمك، ثم انتقل اسم المصمك من جيل إلى آخر حتى أنه أصبح لا يوجد أحد يُطلق عليه اسمه الأصلي في وقتنا الحالي.

موقع قصر المصمك

يدل الموقع على عظمة قصر المصمك واهميته التاريخية والحضارية، حيث أنه يقع في مدينة الرياض، وهي عاصمة المملكة العربية السعودية، وتحديدًا في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة، أي بجوار السور القديم، ولكن مع تطور وزيادة البناء في المملكة أصبح هذا المكان الآن يُدعى بـ حي الديرة.

بناء قصر المصمك

تم بناء قصر المصمك في القرن الثامن عشر من الطوب اللبن، وتحديدًا في عام ألف وثلاثمائة واثنا عشر هجرياً، الموافق 1895 ميلادياً، وكان ذلك في عهد حكم آل رشيد، حيث كان ملك السعودية وقتها هو الملك محمد الرشيد، وكان الأمير عبد الرحمن ضبعان الوالي على إمارة الرياض، وهو الذي أمر بتشييد القصر.

كان القصر يُستخدم في البداية كـ حصن ومقر لإدارة شئون إمارة الرياض، وفي عام 1902 ميلادياً وقعت معركة فتح الرياض، والتي كانت بين آل رشيد وآل سعود، وانتصر فيها آل سعود الذي مازال يمتلك السُلطة في المملكة منذ وقتها وحتى يومنا هذا.

ومن هنا يظهر سبب عراقة قصر المصمك واهميته التاريخية والحضارية، حيث أنه شهد هذه المعركة الهامة بكل أحداثها، كما كان يُستخدم وقتها كـ مخزن للسلاح بسبب قوة وسُمك جدرانه الكبير، الذي ساعد وقتها في كونه حصن منيع وقت الحرب.

وفي عام 1400 هجرياً، أي ما يوافق 1980 ميلادياً، تم وضع خطة لترميم القصر كـ جزء من تطوير مدينة الرياض، وقام بتنفيذ هذا الترميم وزارة المعارف بالتعاون مع هيئة التطوير السعودية، ثم تم فتحه للجمهور كـ متحف أثر في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز عام 1418هجرياً، الموافق 1995 ميلادياً، وكان وقتها الحاكم على مدينة الرياض.

وصف بناء وأجزاء قصر المصمك

يظهر بناء قصر المصمك واهميته التاريخية والحضارية من خلال ما يلي:

• بوابة القصر الذي يصل ارتفاعها إلى 6 متر، ويبلغ عرضها 2.65 متر، وتم تشييدها من الأثل والنخيل على سُمك 10 سم، وتحتوي على ثلاث عوارض، يبلغ سُمك العارضة الواحدة 25 سم.
• يقع على الجهة الشمالية من البوابة مسجد به العديد من الأعمدة والأرفف، كما يوجد به محراب، وتحتوي جدرانه على فتحات للتهوية.
• تقع في مقابل البوابة غرفة الديوانية، وهي غرفة مستطيلة الشكل تضم بداخلها وجار شبيه الشكل بالوجار التقليدي الذي تمتاز به مدينة نجد، كما تحتوي جدرانها على عدة فتحات للتهوية.
• توجد أربعة أبراج مراقبة اسطوانية الشكل موزعة على زوايا القصر، ويبلغ ارتفاع البرج الواحد حوالي 18 متر، بينما يبلغ عرضه 25 متر، وتستخدم السلالم الخشبية في الوصول إلى قمة البرج.
• وهناك برج خامس يقع في وسط القصر يحتوي على فناء كبير تم تأسيسه من أجل الملك، ويوجد سلم في الناحية الجنوبية للفناء يمكن استخدامه للوصول إلى الدور العلوي من القصر، ومنه إلى سطح القصر.
• ويحتوي وسط القصر أيضًا على ثلاث وحدات سكنية، واحدة من أجل إقامة الرئيس، والثانية تعتبر مقر بيت مال المسلمين، أما الثالثة فهي مخصصة للضيوف.
• يوجد في الناحية الشمالية الشرقية للقصر بئر ماء للشرب، ويتم استخدامه عن طريق سحب دلو الماء بواسطة بكرة موجودة أعلى البئر.

إقرأ أيضًا: متى انتهت الحرب العالمية الثانية ؟ وأهم أحداثها وأسبابها ونتائجها

قصر المصمك واهميته التاريخية والحضارية

اكتسب قصر المصمك أهميته التاريخية بسبب أنه كان الشاهد على أحداث معركة فتح الرياض، والتي تم من بعدها تأسيس المملكة العربية السعودية بالشكل الذي نعرفه الآن، حيث كانت المملكة قبلها تحت حكم آل رشيد الذين قاموا بنفي آل سعود إلى الكويت، ولكنهم حاولوا العودة واستعادة الحكم من خلال عدة معارك أهمها:

معركة الرياض الأولى

وقعت هذه المعركة في عام 1901 ميلادياً، وكانت تدور في جهتين: الأولى بين ابن رشيد الذي كان يتقاتل مع مبارك الصباح وعبد الرحمن بن فيصل، والثانية بين الملك عبد العزيز وحامية بن رشيد الذي كان قائدها عبد الرحمن بن ضبعان حاكم إمارة الرياض في وقتها.

قام الملك عبد العزيز بهزيمة حامية بن رشيد، ففروا إلى قصر المصمك حتى يتحصنوا به، فقام الملك عبد العزيز بحصارهم، وأمر بحفر نفق يستطيع دخول القصر من خلاله، ولكن في نفس الوقت انهزم والد الملك عبد العزيز أما ابن رشيد فترك القتال وعاد إلى الكويت حتى لا يترك والده بمفرده.

معركة فتح الرياض

لم يهدأ الملك عبد العزيز وأصر على والده بالعودة واسترداد الحكم من آل رشيد، فوافق الوالد على أن يذهب مع رجال من الأسرة يكون هو قائدهم، وقدم آل الصباح السلاح والمؤن كـ دعم لمسعى آل سعود، ثم غادر الملك عبد العزيز برجاله وسار أيامًا في الصحراء بين الكويت والمملكة.

انتظر عبد العزيز في الصحراء حتى دخول شهر رمضان ثم خرج منها، وذلك ليضيع على ابن رشيد فرصته في تعقبهم، ولكنه ترك خلفه 20 رجلاً مع الجمال والمؤن، وأخبرهم أنه سيبعث لهم رسولاً بالنصر فيتبعوه، وإن لم يحدث ذلك فعليهم أن يعودوا إلى الكويت بخبر استشهادهم.

وعندما وصل الملك عبد العزيز إلى سور مدينة الرياض ترك 33 رجلاً مع أخيه محمد، ثم دخل المدينة ليلاً بصحبة سبعة فقط من رجاله، وانتظر أمام قصر المصمك حتى خروج ابن عجلان الذي كان وقتها حاكم الرياض، ولكنه علم أنه لن يخرج إلا في الصباح.

انتظر الملك عبد العزيز حتى صلاة الفجر، وقام بصلاة إمامًا على رجل، ثم انتظر خروج ابن عجلان الذي تعرف عليه بمجرد خروجه وحاول الهرب، ولكنه أُصيب بطلقة غير قاتلة عندما سارع الملك عبد العزيز بإطلاق النار عليه.

استرداد آل سعود للحكم

حاول ابن عجلان الهرب إلى القصر فقام فهد بن جلوي برمي حربته عليه ولكنها لم تُصبه، وهنا يوجد آثر من آثار قصر المصمك واهميته التاريخية والحضارية، حيث أن الحربة أصابت بوابة القصر بعلامة ظل أثرها شاهدًا على هذه المعركة حتى يومنا هذا.

قام فهد بن جلوي بملاحقة ابن عجلان إلى داخل القصر وقتله، ثم دخل الملك عبد العزيز منتصرًا إلى القصر، وأعطى الأمان لكل من فيه، وبهذا انتصر آل سعود وعادوا إلى المملكة.