حكم الدعاء على المسلم

حكم الدعاء على المسلم

قد يتعرض بعض المسلمون للعديد من المواقف التي لا يعلمون ما هو التصرف الصحيح لمثل هذه المواقف، فهناك من يبحث عن حكم الدعاء على المسلم، حتى لا يضع نفسه في موضع الفعل المكروه.

ما هو حكم الدعاء على المسلم

أنه غير جائز على الإطلاق أن يدعو المسلم على أخيه المسلم بغير حق، وألا يتمنى أن يحدث له مكروه، وعلى الرغم من هذا فقد أجاز الله سبحانه وتعالى أن يدعوا المسلم على أخيه المسلم إن ظلمه، ولكن يجب أن يكون الدعاء عليه بقدر ظلمه له.

وقد أعطى الله سبحانه وتعالي للمظلوم حق السماح والصبر والعفو والتجاوز عما لحق به من أزى نفسي أو جسدي، فإن استطاع ذلك فجزاءه عند ربه عظيم، وقد أوضح سبحانه وتعالى هذا في قوله تعالى”وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين”.

فمن الجائز أن يدعو المظلوم على الشخص الذي ظلمه، فقد لا يتعرض إلى العقاب أو الجزاء لقيامه بهذا، ولكنه لا يجب أن يسيء إلى أهل هذا الظالم أو أقاربه بأي شكل من الأشكال، فهم لا ذنب لهم، فلا يجب أن يأخذهم بذنب صاحبهم في الدنيا، فإن الله لا يأخذهم بذنبه في الآخرة.

أما حكم الدعاء على المسلم أو على أهله بالهلاك، فلا يجوز الدعاء بالهلاك إلا على الكفار، أو على المسلم الفاسد الذي يمكن أن يكف أذاه أو شره عن غيره إلا في حالة هلاكه، وغير ذلك لا يجوز على الإطلاق.

وقد يؤكد البعض ويقولأن الله لا يقبل إلا دعوة المسلم الصالح، وهذا أمر غير صحيح، فإن الله يستجيب لدعوة المظلوم وإن كان غير صالح أوعاصياً، وقد أكد على هذا ما قيل عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “دعوة المظلوم مستجابة ولو كان فاجرًا، ففجوره على نفسه”.

ومن آداب دعاء المسلم على أخيه المسلم أن يكون دون تعدي منه في الإساءة وظلم من يقوم بالدعاء عليه، فسبحانه وتعالى يحكم فيما بينهم بالعدل، فإن الله يكره ما يقوم به الظالم من أفعال، وفي نفس الوقت يكره إسراف المظلوم في الدعاء على الظالم، ففي هذا أيضًا ظلمًا كبير.

حكم الدعاء على المسلم الظالم

الكثير من المسلمين يبحثون عن حكم الدعاء على المسلم الظالم، وهذا كي لا يضع نفسه في دائرة فعل ما حرمه الله سبحانه وتعالى، فمن الجائز أن يقوم العبد المسلم بالدعاء على من ظلمه.

فقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم”لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم”، وقد كان تفسير ابن كثير لهذه الآية أن الله لا يحب أن يقوم المسلم بالدعاء على أخيه المسلم إلا في حالة ظلمه له، وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى قد أجاز للمظلوم أن يقوم بالدعاء على الظالم.

ولكن الله لا يحب من يزيد بالدعاء حيث أن هذا فيه ظلم شديد، ولا يجوز أن يقوم المظلوم بالدعاء على أهل من ظلمه، أو يقوم بسب من ظلمه أو سب أهله، وعلى الرغم من أن الله قد أجاز أن يدعو المسلم المظلوم على المسلم الظالم، ولكنه جل علاه أكد على أن العفو عنه أفضل وله أجر عظيم.

أحوال دعاء المظلوم على الظالم

إن حكم الدعاء على المسلم الظالم هو أمر جائز ولا حرج فيه، ولكن هناك بعض الأحوال التي يمكن من خلالها أن يتم الدعاء على الظالم، وهذه الأحوال هي:

  • من الجائز أن يقوم المسلم المظلوم بالدعاء عن المسلم الظالم بالدعاء الذي يبعد الله عنه ظلم هذا الظالم.
  • وقد نهى الله أن يقوم المظلوم بالدعاء على الظالم أو على اولاده وأهله بالهلاك، فهذا الدعاء به أذى كبير لهم، فهم لا ذنب لهم على ما فعل بك هذا الظالم، وقد يكون هذا فيه ظلم لهم.
  • كما أنه من غير الجائز القيام بالدعاء على الظالم بحصول له الكثير من الآلام الشديدة في جسمه، فقد يكون هذا أكثر مما يستحقه من عقاب، وقد يكون هذا فيه ظلم له أيضًا.
  • ومن غير الجائز أيضًا أن يقوم بالدعاء عليه بالوقوع في المعاصي التي حرمها الله سبحانه وتعالى، فإن الله قد أشار إلى أن من أراد لغيره الوقوع في المعصية، فهذا يعتبر معصية.

ما هي أحوال المظلوم مع الظالم

قد يبحث بعض الأشخاص عن أحوال المظلوم مع الظالم، وهذا من أجل معرفة الثواب أو العقاب على ماسوف يقوم به، وقد أكد الكثير من العلماء على أن هناك ثلاث حالات للمظلوم مع الظالم، يمكن أن يختار منها ما يناسبه، وهذه الحالات الثلاثة هي:

من الممكن أن يعفو المظلوم عن الظالم ويصفح عنه ويجاوز عما قد بدر منه في حقه، وهذا قد يكون طمعًا فيما قد وعده الله به من ثواب وأجر عظيم، ويعد هو الخيار الأفضل من بين الخيارات الثلاث.

أما بالنسبة للخيار الثاني فمن الممكن أن يقوم المظلوم بأخذ حقه من الظالم، ويبادله نفس ما تسبب له من ضرر نفسي أو جسدي أو مادي، ولكن من الضروري ألا يزيد عليه شيئًا، ففي الزيادة ظلمًا له.

والخيار الثالث هو انتظار المظلوم حكم الله، وأن يأخذ الله له حقه ويريه فيه عجائب قدرته على قدر ما تسبب له من أذى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق