اثر الدين على الزكاة: أقول الفقهاء وعلماء الدين عن زكاة المال

اثر الدين على الزكاة عبر موقع مٌحيط، الزكاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي واجبة على كل مُسلم عاقل قادر على أدائها، ويملك نصاب الزكاة، ويبلغ هذا النصاب عنده عام كامل، وهي أهم ركن بعد أداء الصلاة، وعبارة عن إخراج بعض من المال المُقدر الذي بلغ النصاب، وإعطائها لمستحقيها من الفقراء والمساكين ومن المسائل المهمة في الزكاة مسألة أثر الدين على الزكاة.

ما هو اثر الدين على الزكاة

جاء الحديث الشريف ليوضح قيمة الزكاة عن ابن عمر – رضي الله عنهما – قال – قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم: (بُنِي الإسلامُ على خمس: شهادةِ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحجِّ البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.

قال الله تعالى” إنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ الليْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ “[الذاريات: 15 – 19] وفيها بيان لفضل المذكي ودرجته عند الله عزّ وجل.

المراد بـ اثر الدين على الزكاة هو مدى وجوب  أداء الزكاة على المسلم إذا أمتلك قدر المال المحدد للزكاة، وبلغ هذا المال عنده عام، ولكن عليه دين قدر جميع هذا المال أو جزء منه، وقد اختلف الفقهاء في ذلك إلى أقوال فمنهم من يرى وجوب أداء الزكاة في هذه الحالة، ومنهم من يرى عدم الوجوب.

للمزيد من المعلومات حول أداء الزكاة والصدقات يُرجى الإطلاع على الآتي: اجر الصدقة بالتفصيل من الشريعة الإسلامية

أقوال الفقهاء في اثر الدين على الزكاة

اختلف الفقهاء في ذلك إلى عدة أقوال منها:

  • قول الشافعية بأنه يجب عليه أداء الزكاة، وحجة قولهم في ذلك كانت بأن الدين لا يمنع من وجوب الزكاة.
  • قول الأحناف والمالكية والحنابلة بأنه تسقط الزكاة؛ ولا يجب أداءها لوجود الدين.

أقوال العلماء في اثر الدين على الزكاة

  • قول الإمام ابن قدامة رحمه الله في ذلك أنه يمنع وجوبها في الأموال الباطنة، وهي الأثمان وعروض التجارة.
  • خالف هذا القول الإمام الشافعي، حيث قال بأنها واجب عليه، وذلك لكونه مُسلم اكتملت فيه جميع الشروط بكونه حر بالغ مالك للنصاب وقد حال عليه الحول شأنه شأن من عليه دين.
  • قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنها واجبة عليه على وجه الإطلاق سواءًا كان صاحب دين أم لا، واستثنى من ذلك سداداً لدينه قبل بلوغ الحول، وما بقي من المال لا يبلغ النصاب.

بعد التعرف على اثر الدين على الزكاة يُمكنك إثراء معلوماتك وقراءة التالي: اتقوا الله ما استطعتم والفرق بينها وبين واتقوا الله حق تقاته

ما المراد بزكاة الدين

قد يلجأ الإنسان كثيرًا لبعض الأسباب التي تجعله يقترض المال أو يقرض غيره لأسباب المعيشة وحاجة كل منا للأخر وهذا القرض جائز شرعا بقول الله عز وجل( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئً)

  • جاءت السنة النبوية دلت على جواز القرض والاقتراض لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مات ودرعه مرهون عند يهودي في طعام اشتراه لأهله،
  • لما كان في هذا الأمر من لوازم الحياة التي نعيش فيها، وكان ضرورياً، وقفت عنده الشريعة الاسلامية وقام بتحديده لنا الفقهاء.
  • لأن الزكاة أيضًا فرض على كل مُسلم إلا أن هناك بعض المسائل التي قد يختلف فيها العلماء ومنها مسألة زكاة الدين سواء أكانت هذه المسألة تتعلق بالدائن أو المدين.
  • يُقصد بزكاة الدين هو أداء حق الله في إخراج الزكاة الذي انطبقت عليه الشروط سواء أكان هذا المال ملكه في يده أو مقرضة لأحد غيره، وذلك لمن يرى بوجوب إخراج الزكاة عن الدين.

يُمكنك التعرف على ثواب الصدقة عبر: اثر الصدقة في دفع البلاء

أمثلة عن زكاة الدين

هناك بعض الأمثلة نوضح بها ما هو المراد بزكاة الدين وما قدر اثر الدين على الزكاة ومن هذه الأمثلة نذكر:

  • هو أن يقرض الشخص بعض من ماله لشخص آخر ليعينه على تقويم عمله أو يحيى بها تجارته، أو غيرها من أمور الحياة على أن يتفق على موعد الرد وأن يكون هذا الموعد محدود.
  • يختلف الحكم بعد ذلك تبعًا لرد الدين على حالته.

حكم إخراج الدائن زكاة ماله الذي عند المدين، حيث يأتي هذا الحكم تبعاً لكل مسألة وآراء الفقهاء أن قرض الدائن للمُدين حتى جاء وقت السداد كان حكم اثر الدين على الزكاة في ذلك تبعاً للمسائل الآتية:

  • المسألة الأولى: إذا كان لا يمانع المقترض من إعطاء المقرض حقه ولكن المقرض لم يأخذه منه لأنه لا يريده الآن لعدم حاجته له وذلك شفقة منه على المدين كي يزيد تجارته، ففي هذه المسالة تختلف عن غيرها من المسائل وذلك لاتفاق الفقهاء في هذه المسألة على أنه يجب عليه أداء الزكاة فيها وكأنه يملكها في يده.
  • المسألة الثانية: أن يكون المدين أنكر على الدائن حقه ومانع في قضاء دينه إلى صاحبه ظلما وعدوانًا منه أو أن يكون غير قادر على إرجاع هذا الدين وذلك لإفلاسه أو كساد وبور تجارته، أو لا يستطيع رد هذا الدين لعدم توفر المال لديه.
  • في هذه المسالة أيضاً اتفق فيها الفقهاء على أنه ليس عليه زكاة لأن المال في هذا يأخذ حكم المفقود الغير مملوك، ولكن عليه عند رجوع هذا المال أن يدفع الزكاة.
اثر الدين على الزكاة
اثر الدين على الزكاة

ما الحكم إذا كانت الديون على المذكي

دار خلاف بين الفقهاء في ذلك وكان الخلاف بين أن يخصم قدر الدين الذي حان سداده، أم لا وكان رأي الأحناف في ذلك:

  • أن نقوم بخصم ذلك الدين من جميع مال المزكي، حساب نصاب الزكاة بعد ذلك، ومثال ذلك إذا كان المقرض معه ستين ألفاً يملك في يده الآن وهو له عشرون ألف عند من أقرضه يدفع الزكاة عن ما يملكه في يده فقط لأن الأموال التي ليست بيده الأن لا يملكها حتى ترجع.
  • يرى الشافعية عدم خصم المال والزكاة تكون عن المال الذي بيده وأيضًا المال الذي عند المقترض.

الرأي الثالث وكان الكلام هنا لمذهب من مذاهب الفقهاء وهو المذهب المالكي، حيث قام بالتفريق بين أنواع هذه الديون بين إذا كانت من الأموال النقدية العينية مثل: الحيوانات والفواكه والمحاصيل الزراعية، قال بوجوب إخراج الزكاة.

ذلك لعلم الفقراء بها ورؤيتها أمام أعينهم، وحدوث الحسرة في قلوبهم، لأنهم لم يأخذوا منها، أما باقي الأموال فلا يجب عليه إخراج الزكاة فيها لأنها لا ترى بالعين ولا يعلم أحد بها واستدلوا لذلك بالحجة العقلية.

رأي العلماء في أفضلية أداء الأمانات إلى أهلها

يرى بعض العلماء في اثر الدين على الزكاة أفضلية الحث على أداء الحقوق لأصحابها وجاء ذلك بأدلة كثيرة من القرآن والسنة النبوية التي حثت وحذرت من ضياع الحقوق ومنها:

  • قول الله تعالى: «فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِى اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ…»،
  • قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَىُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ»، والمراد عدم سداد الديون وتأخيرها قد يكون سبباً في الشقاء له بسبب الدعاء عليه.
  • منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ»، والمراد أن عدم قضاء الدين يمنع من دخول الجنة.
اثر الدين على الزكاة
اثر الدين على الزكاة

جاء فضل الزكاة من المسلم بأبواب كثيرة منها أنها تعتبر طهرًا لقلبه، ونقاء وصفاء لنفسه تطهيرا لماله وزيادة في رزقه، وإدخال البركة إلى المال والنفس، وسد حاجة الفقير وجبرًا لخاطره والمعاونة له على أمور الدنيا ومنع حقده على الغني فقوله تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ التوبة، دل على نقاء وطهارة أصحاب الزكاة ولكن أصبح اثر الدين على الزكاة حجة الكثير في عدم الفوز بهذا النعيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق