تعدد الزوجات مفهومه وشروطه والحكمة من إقراره وفوائده ومتى يكون حرامًا؟

شرع الله عز وجل تعدد الزوجات وأحل لعباده، وهو إمكانية أن يتزوج الرجل بأكثر من امرأة في وقت واحد، وذلك وفقًا لعدة أسباب وأحكام وشروط مختلفة، ومن أهم: أنه وسيلة للعفاف وصون النساء والرجال من الانحراف، لكن شرعه الله وفقًا لعدة شروط هامة يجب تواجدها ليكون صحيحًا وشرعيًا ذكرها الله في كتابة الكريم وبينها رسوله في سنته الشريفة.

مفهوم الزواج في الإسلام

إن الزواج في الشريعة الإسلامية بمفهومه الشرعي والمقصود به هو عقد يقر ويؤكد مشروعية استمتاع كلًا من الزوجين ببعضهما بالمعروف كما أمر الله تعالي، أي أن لكل طرف منهما واجبات مفروضة وحقوق واجبه من الطرف الآخر.

وذلك لأن الزواج بوجه عام أحد الضروريات التي يحتاج إليها الإنسان بالفطرة البشرية الطبيعية سواء كان رجلًا أو أنثي.

كما أن الهدف من ذلك يكمن في حفظ النسل وإيجاد السكون والمحبة بين الزوجين، وتحقيق اللطف والمودة والحنان والرحمة بينهم، وذلك كما ورد في قول الله تعالي:

” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”.

قد يهمك معرفة: الزوجة الصالحة وصفاتها في الإسلام

 تعدد الزوجات في الإسلام

تعدد الزوجات
تعدد الزوجات

المقصود بتعدد الزوجات في الإسلام هو تشريع من الله عز وجل بإمكانية تزوج الرجل الواحد بأكثر من زوجة، لكن ذلك التعدد لا يزيد عن 4 زوجات.

أي أن الرجل يمكن أن يتزوج من امرأتين أو ثلاثة إلى أربعة فقط، ومباح أن يجمع بينهن في كل شيء إلا في الفراش، كما أنه لا يمكن أن يزيد علي ذلك العدد المحدد.

أيضًا سن الله ضوابط وشروط تعدد الزوجات جميعها شرعية، وعلى الرجل الذي يرغب في الزواج من زوجات أخري أن يطبق هذه الشروط بالكامل وإلا يكون ذلك الزواج غير شرعي.

وذلك كما ورد في قول الله تعالي:” وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم”.

ما هي شروط تعدد الزوجات؟

العدل بين جميع الزوجات والمقصود بذلك ألا يميل الزوج لزوجة معينة أكثر من الأخرى، المساواة بينهن في كافة أمور الحياة، وهذا يكون من ناحية الكسوة أو النفقة أو المبيت وجميع أمور الحياة الأخرى والمادية.

لكن لا يكون الزوج مكلف بالعدل في المحبة أو المشاعر بين زوجاته إذا لم يستطع، ذلك له حكمة من الله إذ أن القلب لا يميل من الإرادة تجاه زوجة عن البقية.

والتأكيد على ذلك قول الله سبحانه وتعالي في سورة النساء بالآية رقم 129

“ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم”.

من أهم شروط تعدد الزوجات في الإسلام هو أن يكون الزوج باستطاعته الإنفاق على كل زوجاته بالعدل طيلة مدة الزواج فلا يجوز له أن يتزوج بامرأة أخري.

وهو لا يستطيع الإنفاق عليهما بالعدل، فقد ورد ذلك ووضحه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح حين قال: “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوَج”.

مع ذلك فقد حذر الإسلام وأكد بشدة على عدم الميل الشديد والتقرب من زوجة واحدة دون الأخريات فيكن ذلك التقرب شديد جدًا يصل إلى إهمال الزوجات الأخريات فيتركهن كالمعلقات.

فلا تكون هي الزوجة التي تتمتع بكافة حقوقها الزوجية ولا تكون هي المطلّقة.

وذلك كما ورد في القران الكريم:

“ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذرونها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورًا رحيمًا”.

قد يهمك معرفة: ما هو حكم العقيقة وشروطها في الإسلام

الحكمة من تشريع تعدد الزوجات في الإسلام

تعدد الزوجات
تعدد الزوجات

راعى الإسلام اختلاف حالات وقدرات البشر الطبيعية، حيث أن القدرات المالية والجسدية لا تكون واحدة لدى كافة البشر، ومراعًا لذلك الاختلاف فقد شرع إمكانية تعدد الزوجات والسبب في ذلك التشريع عدة أسباب ومنها ما يلي:

  • يحمي هذا التشريع كلًا من الرجال والنساء من التعفف، وذلك ليعف النساء إذا كثر عددهم عن الرجال في أي مجتمع، وحماية الرجال الذين لا تتمكن مرأة واحدة من أن تعفهم.
  • غلق باب الزنا لدى جميع الأشخاص، حيث أن له أثر سلبي جدًا ووخيم على كافة أفراد المجتمع، ويعود ذلك على المجتمع نفسه.
  • كما أن الله شرعه للاطمئنان والراحة والسكينة وليس لإشباع الحاجة الجنسية فقط.
  • ومن أهم أسباب تشريع الله تعدد الزوجات ليعطي فرصة أخري لمن لم يستطع الإنجاب من امرأة أن يتزوج من أخري ويعمر الأرض، وينعم عليه بنعمه الأبوة.
  • فقد تم تشريعه في الماضي للعدل وإعادة التوازن النسبة الطبيعية بين الرجال والنساء في الأرض.
  • أيضًا لم يسن الله تشريع تعدد الزوجات وفرضة واجبًا على كافة الرجال المسلمين، فالرجل الذي يكتفي بامرأة واحدة فلا إثم عليه في ذلك.
  • كما أن الرجل إذا لم يستطع أن يعدل أو ينفق على زوجاته بالعدل فلا جناح ولا إثم عليه.
  • جاء تشريع تعدد الزوجات في الإسلام ليكون رحمة بالنساء، فإذا كانت المرأة عاقر، ولا يمكنها الإنجاب فالأفضل أن يتزوج الرجل من امرأة أخري خيرًا من أن يطلقها.
  • أيضًا إن تكوين المرأة جعلها لا تستطيع الإنجاب إلا خلال مدة معينة من عمرها، لكن الرجل يمكنه الإنجاب طيلة حياته على عكس المرأة.
  • وفي بعض الأحيان يكون الزواج الثاني أفضل للزوجة الأولى، إذ يرفع عن عاتقها المسؤولية الكاملة والأعباء الزوجية الكثيرة وفيه أجر عظيم لها.

متى يكون تعدد الزوجات حرام

لا يكون تعدد الزوجات مكروهًا إلا في حالة عدم توافر أغلب الشروط فيه، فإذا كان لا يستطيع أن ينفق على جميع زوجاته بالمثل ويعدل بينهم فهنا لا يجوز له أن يتزوج من أخريات.

أيضًا إذا كان الزوج لا يستطيع أن يوفي احتياجات زوجاته من الناحية الجنسية أو لديه قدرة بدنية ضعيفة فلا يحل له أن يعدد زوجاته.

وإذا كان الزوج قد تزوج من ٤ سيدات في نفس الوقت فهو لا يجوز له ويحرم عليه أن يتزوج من امرأة أخري، إلا في حالة موت إحداهما.

إن تعدد الزوجات من التشريعات التي أحلها الله لعبادة الرجال، وذلك لحفظ المجتمع والحرص على توازنه واستقراره، فقد يسره الله لعبادة القادرين.

كما أن الإسلام جاء بهذه التشريعات حماية لحقوق وانساب العباد، إذ أن تعدد الزوجات موجودًا في الماضي قبل ظهور الإسلام ولكن بدون شروط أو أحكام تتقننه.

قد يهمك معرفة: حكم الزواج بنية الطلاق في المذاهب الأربعة

فوائد تعدد الزوجات

تعدد الزوجات
تعدد الزوجات

في هذه الحياة فوائد وأضرار، وهناك بعض الفوائد الهامة التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان من خلال تعدد الزوجات، ومن هذه الفوائد:

حيث إذا كان الرجل تزوج من ٤ سيدات فهو بذلك يحصن نفسه إذا كان في غربة أو مضطر إلى السفر بصورة متكرر وكثيرة.

أيضًا يكون تعدد الزوجات حل مناسب إذا كان سن الزوجة كبير، ويكون ذلك هو الحل الأفضل من الطلاق.

كما أن ذلك يفيد المرأة إذا كانت مطلقة أو أرملة ولديها مسؤوليات كبيرة، أو إذا كانت تحتاج إلى مساعدة أو لا تجد من يتحمل الإنفاق عليها.

كما أن في تعدد الزوجات عفة للكثير من النساء أو الفتيات الآتي لم يستطيعوا أن يتزوجوا في سن صغير، فهو بذلك يقلل من عدد غير المتزوجات في العالم.

أيضًا يكون زواج الرجل من أكثر من امرأة أي تعدد الزوجات أمر فيه عفة للرجال حتى لا توجههم شهواتهم لما حرمه الله مش الزنا، حيث أن هناك بعض الرجال يتمتعون بصحة جيدة بحيث لا تكفيهم أو تسد حاجاتهم امرأة واحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق